ج ١٤، ص : ٣٢٢
ذلك من طاعة المأمور المطيع لأمر الآمر المطاع، فالمعنى إنما إيجادنا لشي ء عند تعلق مشيئتنا به أن نوجده في أسرع ما يكون، وفي الآية من الفخامة والجزالة ما تحار فيه العقول والألباب.
الفوائد
- « إنما » :
يرى الإمام عبد القاهر الجرجاني أن الوقوف في « إنما » عند قول النحاة : انه ليس في انضمام « ما » إلى « إن » فائدة أكثر من أنها تبطل عملها، خطأ بين إذ أصل « إنما » أن تأتي لخبر لا يجهله المخاطب، ولا ينكر صحته، كقوله تعالى « إنما يستجيب الذين يسمعون » ومنه قول ابن الرقيات :
انما مصعب شهاب من الله تجلّت بوجهه الظلماء
كما أنها تفيد فيما يليها من كلام إيجاب الفعل لشي ء، ونفيه عن غيره. فإذا قلت : إنما جاءني خالد، فكأنك قلت جاءني خالد وليس سعيد.
فأنت تدرك معها إيجاب الفعل لجهة، ونفيه عن جهة أخرى، دفعة واحدة.
فتحقق هديت إلى الصواب.
[سورة النحل (١٦) : آية ٤١]
وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١)
الإعراب
(الواو) استئنافيّة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ »
، (هاجروا) فعل ماض وفاعله (في اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (هاجروا) على حذف مضاف أي في سبيل اللّه، أو في إعلاء كلمة اللّه (من

_
(١) أو مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور نبوّئنّهم...


الصفحة التالية
Icon