ج ١٦، ص : ٣٤٧
٢ - تأمل، يا عزيزي، هذه الموسيقا الصادرة عن أواخر هذه الآيات، وكيف أنها انتهت جميعها بالألف المقصورة، فهي أكثر ليونة من باقي الأحرف، وأدعى للتأثر والامتلاك، وهي « لتشقى، يخشى، العلى، استوى، الثرى، أخفى، الحسنى..! » والقرآن ملي ء بهذه الموسيقى التي تسحر وتأسر، وتدعو إلى الإعجاز والإيجاز..!
٣ - الاستثناء المنقطع : هو استثناء الشي ء من غير جنسه، فليست إلا للاستثناء على سبيل الأصل، وإنما هي بمعنى لكن. ومنه قوله تعالى :« ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى » فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى، أي ما أنزلنا القرآن لشقائك.
[سورة طه (٢٠) : الآيات ٥ إلى ٦]
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦)
الإعراب :
(الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو « ١ »، (على العرش) متعلّق بـ (استوى).
جملة :« (هو) الرحمن... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« استوى... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو).
٦ - (له) متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) في المواضع الثلاثة معطوفة على

_
(١) أصله نعت للموصول (من)، وحقّه الجرّ، ولكن قطع عن المنعوت للمدح.. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره جملة استوى. [.....]


الصفحة التالية
Icon