ج ١٧، ص : ١٤٠
العدول عن الماضي إلى المضارع لإفادة بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان، كما تقول :
أنعم عليّ فلان عام كذا، فأروح وأغدو شاكرا له. ولو قلت : فرحت وغدوت لم يقع ذلك الموقع، أو لاستحضار الصورة البديعة.
الفوائد
١ - قوله تعالى فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً قال ابن هشام في المغني :
وقيل : الفاء في هذه الآية للسببية، وفاء السببية لا تستلزم التعقيب، بدليل قولنا : إن يسلم فهو يدخل الجنة، ألم تر أن بينهما من المهلة ما بينهما.
٢ - آثار قدرته تعالى : ذكر الرازي منها ستة أشياء :
أ- إنزال الماء من السماء، وما ينشأ عنه من اخضرار الأرض.
ب - عموم ملك اللّه بقوله : له ما في السموات وما في الأرض.
ج - تذليل سائر ما في الأرض، من نبات وحيوان، للإنسان للانتفاع به.
د - تسخير الفلك بالماء، وتسخير الرياح، ولو لا هما لما استطاع الإنسان الانتقال من مكان إلى مكان والماء بينهما، بل كانت تقف السفينة بهم أو تغوص.
و- إمساك السماء وما فيها من أفلاك وأجرام أن تقع على الأرض، فتذهب بسائر تلك النعم.
ز - الإحياء فالإماتة فالإحياء، ففي الإحياء الأول أنعمه علينا في الدنيا، والإحياء الثاني وأنعمه في الآخرة.
[سورة الحج (٢٢) : آية ٦٤]
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤)
الإعراب :
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) الاسم الموصول، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما الثاني (الواو) عاطفة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (الحميد) خبر ثان مرفوع.