ج ١٨، ص : ٢٣٨
يبطش به، جزاء ما اقترف لسانه من زور وبهتان..
لك أن تتصور، أيها القارئ، ما تشاء من الجزاء ومن العقاب. قد لا يخطر ببالك أن رسول اللّه قد عفا عنه، وأن اللّه قد أوصى من سمائه بالصفح والعفو، وأن أبا بكر قد رجع عن قسمه، وأنه عاد ينفق عليه كالعادة وأحسن.
تلك سماحة الإسلام، وذلك عفو الدين. وما أجمل العفو عند المقدرة، ومقابلة السيئة بالحسنة! ٣ - إقامة الحد :
الذين تكلموا في عرض عائشة حرم الرسول (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، وقذفوها بالزور والبهتان أربعة، وهم : عبد اللّه بن أبي، وحسان بن ثابت، ومسطح، وحمنة بنت جحش. وقد أنفذ فيهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر اللّه، وهو جلد القاذفين.
٤ - حسان بن ثابت يبرئ عائشة بشعره فيقول :
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
حليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب اللّه جنيها وطهرها من كل شين وباطل
فإن كان ما بلغت عني قلته فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي بآل رسول اللّه زين المحافل
له رتب عال على اللّه فضلها تقاصر عنها سورة المتطاول
٥ - من أسرار تطور اللغة :
كلمة « سبحانك » : الأصل فيها أن تذكر لدى رؤية العجيب من صنائعه تعالى، ثم تطورت مع كثرة الاستعمال، حتى أصبحت تستعمل لدى أي شي ء يتعجب منه.
فتأمل تطوّر اللغة وفقهها.