ج ١٩، ص : ٥٥
فقد يقال كيف صح مجي ء خاضعين خبرا عن الأعناق، والخضوع من خصائص العقلاء، وقد كان أصل الكلام « فظلوا لها خاضعين ». والسر في ذلك، أنه لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين، كما تقدم في قوله تعالى لِي ساجِدِينَ
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٧ إلى ٩]
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩)
الإعراب :
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الواو) عاطفة « ١ »، (إلى الأرض) متعلّق بـ (يروا) أي ينظروا (كم) خبرية كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (فيها) متعلق بـ (أنبتنا)، (من كلّ) تمييز كم..
جملة :« يروا... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجحدوا ولم يروا...
وجملة :« أنبتنا... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ « ٢ ».
(٨) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (الواو) اعتراضيّة - أو حاليّة - (ما) نافية.
وجملة : إنّ في ذلك لآية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة :« ما كان أكثرهم مؤمنين... » لا محلّ لها اعتراضيّة - أو حال من فاعل يروا.
(٩) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان مرفوع.

_
(١) تعطف الفعل على استئناف مقدّر، فلا مانع من جعلها استئنافيّة.
(٢) أو في محلّ نصب حال من الأرض.


الصفحة التالية
Icon