ج ٢١، ص : ١٣٠
رجله، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس. فقال : انهزموا، فقال له : فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده، و
عن أبي ظبيان قال : قلنا لابن عباس - رضي اللّه عنهما - : أ رأيت قول اللّه :
ما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه، ما عنى بذلك؟ قال : قام نبي اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يوما يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون الذين يصلون معه : ألا ترون أنّ له قلبين : قلبا معكم، وقلبا معهم. فأنزل اللّه ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن.
أما الحديث عن الظهار، فسيرد مفصلا في سورة المجادلة، إن شاء اللّه تعالى.
٢ - إبطال عادة التبنيّ :
أفادت الآية نسخ التبني وإلغاءه، وذلك أن الرجل كان في الجاهلية يتبنى الرجل، فيجعله كالابن المولود، يدعوه إليه الناس، ويرث ميراثه، و
كان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أعتق زيد بن حارثة بن شراحبيل الكلبي، وتبناه قبل الوحي، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، فلما تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد بن حارثة، قال المنافقون : تزوج محمد امرأة ابنه، وهو ينهى الناس عن ذلك فأنزل اللّه هذه الآية،
ونسخ بها التبني. وسيرد المزيد عن هذه القصة، في آيات لاحقة من هذه السورة، إن شاء اللّه.
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ٦]
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦)
الإعراب :
(بالمؤمنين) متعلّق بأولى (من أنفسهم) متعلّق بأولى (بعضهم) مبتدأ ثان خبره أولى (ببعض) متعلّق بالخبر أولى