ج ٢٢، ص : ٢٨٨
فن ائتلاف اللفظ مع المعنى، أي أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضا، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها أو موصوفة بحسن الجوار، بحيث إذا كان المعنى غريبا قحا، كانت ألفاظه غريبة محضة، وبالعكس ولما كان جميع الألفاظ المجاورة للقسم، في هذه الآية، كلها من المستعمل المتداول، لم تأت فيها لفظة غريبة تفتقر إلى مجاورة ما يشاكلها في الغرابة.
الإسناد المجازي : في قوله تعالى « ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً ».
إسناد مجازي، لأنه هو السبب في أن زادوا أنفسهم نفورا عن الحق، وابتعادا عنه، كقوله تعالى « فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ».
إرسال المثل : في قوله تعالى « وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ».
وهذا من إرسال المثل، ومن أمثال العرب : من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا.
[سورة فاطر (٣٥) : آية ٤٥]
وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (ما) حرف مصدري « ١ »، (ما) نافية (على ظهرها) متعلّق بحال من دابة « ٢ » و(الهاء) في ظهرها يعود على الأرض في الآية السابقة... (دابّة) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول.
والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (يؤاخذ).
(١) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي كسبوه.
(٢) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان إذا كان (ترك) متعديا لاثنين.