ج ٢٣، ص : ١٧٤
البلاغة
الكناية : في قوله تعالى « أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ ».
الاتقاء بالوجه، كناية عن عدم ما يتقى به، إذ الاتقاء بالوجه لا وجه له، لأنه لا يتقى به، ولا يخلو عن خدش. وأما الذي يتقى به فهما اليدان، وهما مغلولتان إلى عنقه. وقيل : هو مجاز تمثيلي، لأن الملقى في النار لم يقصد الاتقاء بوجهه، ولكنه لم يجد ما يتقي به غير وجهه، ولو وجد لفعل، فلما لقيها بوجهه كانت حاله حال المتقي بوجهه، فعبر عن ذلك بالاتقاء، من باب المجاز التمثيلي.
[سورة الزمر (٣٩) : الآيات ٢٥ إلى ٢٦]
كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥) فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦)
الإعراب :
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضم في محلّ جر بحرف الجرّ متعلّق بـ (أتاهم)، (لا) نافيّة.
جملة :« كذّب الذين... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة :« أتاهم العذاب... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة :« لا يشعرون » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(٢٦) (في الحياة) متعلّق بـ (أذاقهم) « ١ »، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
وجملة :« أذاقهم اللّه... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاهم العذاب.

_
(١) أو بمحذوف حال من المفعول.


الصفحة التالية
Icon