ج ٢٥، ص : ٢٦
على معنى واحد، وهو نفي المماثلة عن ذاته. ونحوه :(بل يداه مبسوطتان) فمعناه : بل هو جواد، من غير تصوّر يد ولا بسط لها، لأنها وقعت عبارة عن الجود، حتى إنهم استعملوها فيمن لا يدله، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له.
ما يقوله أبو البقاء العكبري :
الكاف في (كمثله) زائدة، أي ليس مثله شي ء، فمثله خبر ليس ولو لم تكن زائدة لأفضى إلى المحال، إذ كان يكون المعنى أن له مثلا، وليس لمثله مثل، وهو هو، مع أن إثبات المثل للّه سبحانه محال.
وهذا أرجح الأقوال بما قيل في هذه الآية. وإليه ذهب الأكثرون، ومنهم ابن هشام. وقيل : مثل زائدة، والتقدير : ليس كهو شي ء، كما في قوله تعالى فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ وقد ذكر. وهذا قول بعيد.
[سورة الشورى (٤٢) : آية ١٤]
وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١٤)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق بـ (تفرّقوا)، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما جاءهم..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله عامله تفرّقوا (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بنعت لـ (بغيا)، (الواو) عاطفة في الموضعين (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة (من ربّك) متعلّق بـ (سبقت) « ١ »، (إلى

_
(١) أو متعلّق بنعت لكلمة.


الصفحة التالية
Icon