ج ٢٥، ص : ٨٧
وجملة :« ليت بيني... بعد » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة :« بئس القرين » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنت اتّخذتك قرينا فبئس القرين أنت.
الصرف :
(٣٦) يعش : فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم.. وزنه يفع بضمّ العين لأنّ الحرف المحذوف واو.. عشا يعشو أي أعرض.
البلاغة
١ - النكرة الواقعة في سياق الشرط : في قوله تعالى « وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً ». في هذه الآية الكريمة نكتة بديعة، وهي أن النكرة الواقعة في سياق الشرط تفيد العموم، حيث أراد عموم الشياطين لا واحدا، وذلك لأنه أعاد عليه الضمير مجموعا في الآية التي بعدها في قوله :« وإنهم » فإنه عائد إلى الشيطان قولا واحدا.
٢ - التغليب : في قوله تعالى « بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ ».
وهذا الفن : هو أن يغلب الشي ء على ما لغيره، ذلك بأن يطلق اسمه على الآخر، ويثنى بهذا الاعتبار، للتناسب الذي بينهما.
ففي الآية ذكر المشرقين، وأراد المشرق والمغرب، لكن غلب المشرق على المغرب وثنيا، كقولهم : الأبوين للأب والأم. ومنه قوله تعالى « وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ». وقولهم : القمرين للشمس والقمر.
ومثله الخافقان في المشرق والمغرب، وإنما الخافق المغرب، ثم إنما سمى خافقا مجازا وإنما هو مخفوق فيه، والقمرين في الشمس والقمر، وقيل : إن منه قول الفرزدق :
أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع
وقيل إنما أراد بالقمرين محمدا والخليل عليهما الصلاة والسلام، لأن نسبه راجع إليهما بوجه، وإنما المراد بالنجوم الصحابة. وقالوا : العمرين في أبى بكر وعمر،