ج ٢٥، ص : ٨٨
وقالوا : العجّاجين في رؤبة والعجّاج، والمروتين في الصفا والمروة.
ولأجل الاختلاط أطلقت (من) على مالا يعقل في قوله تعالى : فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ فإن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى (كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ). كما أطلق اسم (المذكرين) على المؤنث حتّى عدت منهم، وهي مريم بنت عمران رضي اللّه عنهما في قوله تعالى وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ والملائكة على إبليس حتّى استثني منهم في (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ). قال الزمخشري : والاستثناء متصل لأنّه واحد من بين أظهر الألوف من الملائكة، فغلّبوا عليه في (فسجدوا)، ثم استثني منهم استثناء أحدهم، ثم قال : ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا.
الفوائد :
- لفتة في الأسلوب..
ورد في هذه الآية قوله تعالى وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ فقد جمع ضمير (من) وضمير الشيطان الواردين في الآية السابقة، لأن (من) مبهم في جنس العاشي، وقد قيض له شيطان مبهم من جنسه، فجاز أن يرجع الضمير إليهما مجموعا.
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٣٩]
وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (ينفعكم)، (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بـ (ينفعكم) على تقدير : إذ تبيّن ظلمكم « ١ »، (في العذاب) متعلّق بـ (مشتركون)..
(١) لو لا هذا التقدير ما صحّ التعليق بـ (ينفعكم) لأنّه للمستقبل وإذ للماضي.. ويجوز أن