ج ٢٦، ص : ١٧٥
فآمن. ولكن الكفار استكبروا فلم يؤمنوا، واختلف العلماء في هذا الشاهد والجمهور على أنّه عبد اللّه بن سلام. ويدل عليه ما
روى عن أنس بن مالك قال : بلغ عبد اللّه بن سلام مقدم النبي (صلى اللّه عليه وسلم) المدينة فأتاه وقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وما أوّل طعام يأكله أهل الجنّة؟ ومن أي شي ء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شي ء ينزع الولد إلى أمه، وفي رواية إلى أخواله؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : أخبرني بهن آنفا جبريل، فقال عبد اللّه بن سلام ذاك عدوّ اليهود، فقرأ هذه الآية مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : أما أوّل أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنّة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه بالولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها. قال :
أشهد أنك رسول اللّه. ثم قال : يا رسول اللّه، إن اليهود قوم بهت (كاذبون) إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود، ودخل عبد اللّه البيت، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : أي رجل فيكم عبد اللّه بن سلام؟ قالوا : أعلمنا وابن أعلمنا، وخيرنا وابن خيرنا. قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) : أ فرأيتم إن أسلم عبد اللّه، قالوا :
أعاذه اللّه من ذلك، فخرج عبد اللّه إليهم، فقال : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه، فقالوا : شرّنا وابن شرّنا، ووقعوا فيه. فقال عبد اللّه بن سلام : هذا الذي كنت أخاف يا رسول اللّه. أخرجه البخاري في صحيحة.
[سورة الأحقاف (٤٦) : آية ١١]
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (١١)
الإعراب :
(الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بـ (قال) و(اللام) بمعنى لأجل (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) محذوف يعود على ما جاء به الرسول من الإيمان والقرآن المفهوم من السياق (ما) نافية (إليه) متعلّق


الصفحة التالية
Icon