ج ٢٦، ص : ٣٠٦
ب (عيينا)، (بل) للإضراب الانتقاليّ (في لبس) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (من خلق) متعلّق (بلبس) بتضمينه معنى شكّ..
جملة :« عيينا... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي : أبدأنا الخلق الأول فعيينا به؟
وجملة :« هم في لبس... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف :
(عيينا)، جاء في المصباح : عيي بالأمر وعن حجّته يعيا من باب تعب عيّا عجز عنه وقد يدغم الماضي فيقال عيّ فالرجل عيّ وعييّ على فعل - بكسر الفاء وسكون العين - وفعيل، وعيي بالأمر لم يهتد لوجهه وأعياني بالألف أتعبني فأعييت يستعمل لازما ومتعدّيا، وأعيا في مشيه فهو معيّ منقوص.
(لبس)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لبس باب نصع أي اختلط عليه الأمر، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
فن التعريف والتنكير : في قوله تعالى « أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ». فقد عرّف الخلق الأول، ونكّر اللبس والخلق الجديد، والتعريف لا غرض منه إلا تفخيم ما قصد تعريفه وتعظيمه، ومنه تعريف الذكور في قوله « وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ » ولهذا المقصد عرّف الخلق الأول، لأن الغرض جعله دليلا على إمكان الخلق الثاني بطريق الأولى، أي إذا لم يعي تعالى بالخلق الأول على عظمته، فالخلق الآخر أولى أن لا يعبأ به، فهذا سر تعريف الخلق الأول.
وأما التنكير فأمر منقسم : فمرة يقصد به تفخيم المنكر، من حيث ما فيه من الإبهام، كأنه أفخم من أن يخاطبه معرفة ومرة يقصد به التقليل من المنكر والوضع منه. وعلى الأول (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) وقوله « لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ » وهو أكثر من أن يحصى. والثاني : هو الأصل في التنكير، فلا يحتاج إلى


الصفحة التالية
Icon