ج ٢٦، ص : ٣١٤
حتى تمتلئ أو أنها من السعة، بحيث يدخلها من يدخلها، وفيها بعد محلّ فارغ، أو أنها لغيظها على العصاة تطلب زيادتهم.
وهذا من جمال وروائع التخييل الحسيّ، والتجسيم لجهنم، المتغيظة والنهمة التي لا تشبع، وقد تهافت عليها أولئك الذين كانوا يصمّون في دنياهم آذانهم عن الدعوة إلى الهدى، ويصرون على غيّهم ولجاجهم.
الفوائد :
- الجملة الواقعة في محلّ جرّ بالإضافة..
ورد في هذه الآية قوله تعالى يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فجملة (نقول) في محلّ جرّ بالإضافة لوقوعها بعد الظرف، وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بهذه الجملة، فلا يضاف إلى الجملة إلا ثمانية :
١ - أسماء الزمان : كقوله تعالى : وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وقوله تعالى : لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ومن أسماء الزمان ثلاثة إضافتها إلى الجملة واجبة :
(إذ) باتفاق، و(إذا) عند الجمهور، و(لما) عند من قال باسميتها.
٢ - حيث : وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان، وإضافتها إلى الجملة واجبة، ولا يشترط لذلك كونها ظرفا، وذلك كقوله تعالى : وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ.
٣ - آية بمعنى علامة : فإنها تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها، مثبتا أو منفيا بما، كقول الشاعر :
بآية يقدمون الخيل شعثا كأنّ على سنابكها مداما
وقوله :
ألكني إلى قومي السلام رسالة بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
الاك : أبلغ والبيت لعمرو بن شأس.
٤ - (ذو) في قولهم :« اذهب بذي تسلم » والباء في ذلك ظرفية، وذي صفة


الصفحة التالية
Icon