ج ٢٨، ص : ٢٢٨
وجملة :« استغفر... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة :« إنّ اللَّه غفور... » لا محل لها تعليليّة.
الفوائد :
- حدود اللَّه :
اشتملت هذه الآية على عدد من المحرمات التي حرمها اللَّه عز وجل، وقد أخذ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) البيعة من النساء، على ألّا يقربن شيئا منها. وهذه المحرمات هي : الشرك باللَّه، والزنا، وقتل الأولاد (الوأد). حيث كانت المرأة في الجاهلية إذا جاءها المخاض انطرحت على شفير حفرة، فإن كان المولود صبيا أخذوه، وإن كان بنتا تركوه في الحفرة وردموه، والبهتان المفترى بين أيديهن وأرجلهن يعني ذلك أن تلحق المرأة بزوجها غير ولده، وذلك أن المرأة كانت تلتقط المولود، فتقول لزوجها : هذا ولدي منك، فهذا هو البهتان المفترى، وليس المراد به الزنا، لأن النهي عنه قد تقدم، ومعنى بين أيديهن وأرجلهن، أن الولد إذا وضعته الأم سقط بين يديها ورجليها. وكذلك حرم عليهن العصيان في المعروف، وهو كل أمر فيه طاعة اللَّه، وقيل : هو النهي عن النوح والدعاء بالويل وتمزيق الثياب وحلق الشعر ونتفه وخمش الوجه. وأن لا تحدّث المرأة الرجال الأجانب، ولا تخلوا برجل غير ذي محرم. عن أم عطية قالت : بايعنا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقرأ علينا « أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً » ونهانا عن النياحة.
[سورة الممتحنة (٦٠) : آية ١٣]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣)
الإعراب :
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها « ١ »، (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق بـ (غضب)، والضمير المجرور يعود على اليهود (من الآخرة) متعلّق بـ (يئسوا) بحذف مضاف أي من ثواب الآخرة (ما) حرف مصدريّ (من

_
(١) في الآية (١) من هذه السورة.


الصفحة التالية
Icon