ج ٣٠، ص : ٣٥٢
يسجو - بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة..
(٣) قلى : فيه إعلال بالقلب، أصله قلو - مضارعه يقلو - باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي..
وجاء في المصباح : قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا.
البلاغة
الاسناد المجازي : في قوله تعالى « وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ».
أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله.
الفوائد :
- سبب نزول السورة :
اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال :
١ -
عن جندب بن سفيان البجلي قال : اشتكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم)، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت : يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل اللّه عز وجل (والضحى والليل إذا سجي). وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى اللّه عليه وسلّم) :
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل اللّه ما لقيت
قال : فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون : قد ودّع محمد، فأنزل اللّه عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ).
وقيل : إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب.
٢ -
قال المفسرون : سألت اليهود رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال : سأخبركم غدا، ولم يقل : إن شاء اللّه، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل.