لا تتخذوهم غرضاً من بعدي. فمن أحبهم فقد أحبني، ومن بغضهم فقد بغضني، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)) (١). قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي - ﷺ - قال: ((لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)) (٢).
وأما قوله: "ما كان لابن عمرو في سيفه ومقاتلته علي بن أبي طالب ما يشغله عن تسيير هذا الحديث": فكذب وافتراء، وبهت صراح، لا والله ما سلّ سيفاً في وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولا قاتله.
أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث حنظلة بن خويلد قال: ((بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهم: أنا قتلته. فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: تقتله الفئة الباغية. قال معاوية: فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله - ﷺ - فقال: أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل)) (٣).
وذكر الحافظ ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب (٤) بإسناده: أن ابن عمرو كان يقول: (( ما لي ولصفّين!! أما والله ما ضربتُ فيها بسيف، ولا طعنتُ فيها برمح،

(١)... أخرجه الترمذي (٥/٦٩٦ ح٣٨٦٢).
(٢)... أخرجه البخاري (٣/١٣٤٣ ح٣٤٧٠)، ومسلم (٤/١٩٦٧ ح٢٥٤١).
(٣)... أخرجه أحمد (٢/١٦٤ ح٦٥٣٨).
(٤)... الاستيعاب (٣/٩٥٨).
(١/٢٤٢)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------


الصفحة التالية
Icon