ولا رميتُ بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئاً [منها] (١)، وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه )).
قوله تعالى: ﴿ عطاء ﴾ انتصب بما دل عليه الكلام، كأنه قيل: أعطاهم عطاء، ﴿ غير مجذوذ ﴾ أي: غير مقطوع.
والجذّ -بالذال المعجمة والدال المهملة-: القطع.
قال النابغة:
تَجُذُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ... يُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ (٢)
يصف السيوف أنها تقطع الدروع.
والسَّلُوقي: درع منسوب إلى سَلُوق؛ موضع باليمن، والصُّفَّاح: الحَجَر العريض، وحُباحِب: رجل كان لا ينتفع بناره؛ لبخله، فنسب إليه كل نار لا ينتفع بها، فقيل: نارُ الحُباحِب، لما يَقْدَحُه الفَرس بحافره، والسيف وغيرهما.
وقال الآخر في اللغة الأخرى:
أبى حُبِّي سُلَيْمَى أَنْ يَبيدا...... وَأَمْسَى [حَبْلُها] (٣) خَلْقاً جَديدَا (٤)

(١)... زيادة من الاستيعاب (٣/٩٥٨).
(٢)... البيت للنابغة يصف السيوف. انظر: ديوانه (ص: ١١)، واللسان، مادة: (حبحب، سلق) وفيهما: "تقدّ" بدل: "تجذّ"، والشعر والشعراء (١/١٢٢)، وتهذيب اللغة (٤/٢٥٧، ٨/٤٠٤)، والجمهرة (١/١٢٥، ٣/٤١)، والطبري (١٢/١٢١)، والقرطبي (٩/١٠٣، ١٧١، ٢٠/١٥٨)، والبحر المحيط (٥/٢٥٢).
(٣)... في الأصل: حبها. والتصويب من مصادر البيت.
(٤)... انظر البيت في: اللسان، مادة: (جدد)، ومختار الصحاح (١/٤٠).
(١/٢٤٣)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------


الصفحة التالية
Icon