هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ اخدب
قوله تعالى: ﴿ ولو أن لكل نفس ظلمت ﴾ أي: أشركت. وقوله: "ظلمت" في موضع جر صفة لـ"نفس" (١).
﴿ ما في الأرض ﴾ يعني: ما فيها من ذهب وفضة وغيرهما من أصناف الأموال وما ينتفع به، ﴿ لافتدت به ﴾ لبذلته مفتدية به من العذاب، ﴿ وأسرُّوا الندامة ﴾ أخفوها وكتموها عجزاً عن إظهارها لما لابسهم وخامر قلوبهم من خوف أهوال القيامة.
وقال أكثر المفسرين: المعنى: إخفاء الرؤساء الندامة من الذين أضلوهم، حياء منهم، وخوفاً من تقريعهم وتوبيخهم (٢).
وقال جماعة، منهم أبو عبيدة (٣) [والمفضل] (٤) :"أسرُّوا الندامة" بمعنى: [أظهروا] (٥) ؛ لأنه ليس بيوم تصنّع ولا تصبّر، والإسرار من الأضداد، يقال: أسررت الشيء، بمعنى: أخفيته وأظهرته، وأنشدوا قول الفرزدق:
وَلَمَّا رَأَى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَهُ... أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذِي كَانَ أَضْمَرَا (٦)
(٢)... الطبري (١١/١٢٣)، وزاد المسير (٤/٣٩).
(٣)... لم أقف عليه في مجاز القرآن. وانظر: زاد المسير (٤/٣٩).
(٤)... في الأصل: والفضل. والتصويب من زاد المسير، الموضع السابق.
(٥)... في الأصل: أظهوها. والتصويب من زاد المسير، الموضع السابق.
(٦)... لم أقف عليه في ديوانه. وهو في: اللسان، مادة: (سرر)، والطبري (١٦/١٥٢)، وزاد المسير (٤/٣٩)، والبحر المحيط (٥/١٦٧) وفيه: "أظهرا" بدل: "أضمرا"، والدر المصون (٤/٤٣)، وروح المعاني (١٧/٧).
(١/٦١)
---------***#@--فاصل_صفحات---@#***--------