١٧٩١١- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْمَقْصُورَةِ، فَذَكَرَ"قَارُونَ وَمَا أُوتِيَ الْكُنُوزَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ أُوتِيَ الْكُنُوزَ وَالْمَالَ، حَتَّى جَعَلَ بَابَ دَارِهِ مِنْ ذَهَبٍ وَجَعَلَ دَارَهُ كُلَّهَا مِنْ صَفَائِحِ الذَّهَبِ، وَكَانَ الْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْدُونَ إِلَيْهِ، وَيَرُوحُونَ يُطْعِمُهُمُ الطَّعَامَ وَيَتَحَدَّثُونَ عِنْدَهُ، وَكَانَ مُؤْذِيًا لمُوسَى فَلَمْ تَدَعْهُ الْقَسْوَةُ وَالْبَلاءُ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ مَذْكُورَةٍ بِالْجَمَالِ كَانَتْ تُذْكَرُ بَرْنِيَّةً، فَقَالَ لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأَنْ أُعْطِيَكِ وَأَنْ أَخْلِطَكِ بِنِسَائِي؟ عَلَى أَنْ تَأْتِينِيَ وَالْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدِي، فَتَقُولِينَ: يَا قَارُونُ، أَلا تَنْهَى مُوسَى عَنِّي، فَقَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ أَصْحَابُهُ وَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ دَعَا بِهَا، فَقَامَتْ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَقَلَبَ اللَّهُ قَلْبَهَا وَرَزَقَهَا التَّوْبَةَ، فَقَالَتْ: مَا أَجِدُ الْيَوْمَ تَوْبَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُكَذِّبَ عَدُوَّ اللَّهِ، وَأُبَرِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ قَارُونَ بَعَثَ إِلَيَّ، فَقَالَ: هَلْ لَكِ أَنْ أُمَوِّلَكِ وَأُعْطِيَكِ وَأَخْلِطَكِ بِنِسَائِي؟ عَلَى أَنْ تَأْتِينِي وَالْمَلأُ مِنْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدِي، وَتَقُولِينَ: يَا قَارُونُ، أَلا تَنْهَى مُوسَى