عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:"دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطَالَ الْجُلَوسَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا كَي يَتْبَعَهُ وَيَقُومَ، فَلَمْ يَفْعَلْ، فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَرَأَى الرَّجُلَ وَعَرَفَ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى الرَّجُلِ الْمُقْعَدِ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ آذَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَطِنَ الرَّجُلُ فَقَامَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لَقَدْ قُمْتُ مِرَارًا كَيْ يَتْبَعَنِي فَلَمْ يَفْعَلْ"، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوِ اتَّخَذَتَ حِجَابًا، فَإِنَّ نِسَاءَكَ لَسْنَ كَسَائِرِ النِّسَاءِ، وَهُوَ أَطْهَرُ لِقُلُوبِهِنَّ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ "، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ"
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:"كُنْتُ آكُلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْسًا فِي قَعْبٍ، فَمَرَّ عُمَرُ، فَأَصَابَتْ إِصْبَعَهُ إِصْبَعِي، فَقَالَ: حَسْ، أَوْ أَوِّهْ، لَوْ أُطَاعُ فِيكُنَّ مَا رَأَتْكِ عَيْنٌ، فَنَزَلَ الْحِجَابُ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ "
عَنْ مُجَاهِدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:" " غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ "، قَالَ: غَيْرَ مُتَحَيِّنِينَ نُضْجَهُ " وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ "، بَعْدَ أَنْ تَأْكُلُوا"