عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْرَمِيِّ، أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: قَيِّضُوا لِكُلِّ رَجُلٍ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ يَأْخُذُهُ، فَقَيَّضُوا لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:"إِلامَ تَدْعُونِي؟"، قَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى عِبَادَةِ اللاتِ وَالْعُزَّى، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:"وَمَا اللاتُ؟"، قَالَ: رَبُّنَا، قَالَ:"وَمَا الْعُزَّى؟"، قَالَ: بَنَاتُ اللَّهِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:"فَمَنْ أُمُّهُمْ؟"، فَسَكَتَ طَلْحَةُ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ طَلْحَةُ لِأَصْحَابِهِ: أَجِيبُوا الرَّجُلَ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ طَلْحَةُ: قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا "، الْآيَةَ"
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،" " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ "، قَالَ: يَعْمَى"، قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: هَذَا عَلَى قِرَاءَةِ فَتْحِ الشِّينِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ:" " وَمَنْ يَعْشُ " الْآيَةَ، قَالَ: مَنْ جَانَبَ الْحَقَّ وَأَنْكَرَهُ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الْحَلالَ حَلالٌ، وَأَنَّ الْحَرَامَ حَرَامٌ، فَتَرَكَ الْعِلْمَ بِالْحَلالِ وَالْحَقِّ لِهَوَى نَفْسِهِ، وَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَرَادَ مِنَ الْحَرَامِ، قُيِّضَ لَهُ شَيْطَانٌ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ "
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،" " وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ "، قَالَ: لِلْقُرْآنِ شَرَفٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ"