عَنْ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:" " هَلْ أَنتُمُ مُطَّلِعُونَ "، قَالَ: سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُطْلِعَهُ " فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ "، يَقُولُ: فِي وَسَطِهَا فَرَأَى جَمَاجِمَهُمْ تَغْلِي، فَقَالَ: فُلانٌ ! فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ عَرَّفَهُ إِيَّاهُ لَمَا عَرَفَهُ، لَقَدْ تَغَيَّرَ خَبَرُهُ وَسَبْرُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: " تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ "، يَقُولُ: لَتُهْلِكُنِي لَوْ أَطَعْتُكَ " وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ "، قَالَ: فِي النَّارِ " أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ " إِلَى قَوْلِهِ: " الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَقُولُ اللَّهُ: " لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ " "
عَنِ الْحَسَنِ، فِي الْآيَةِ، قَالَ:"عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ نَعِيمٍ بَعْدَ الْمَوْتُ يَقْطَعُهُ، فَقَالُوا: " أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ "، قِيلَ: لا، قَالُوا: " إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " "
عَنْ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:"لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ شَجَرَةَ الزُّقُومِ افْتَتَنَ بِهَا الظَّلَمَةُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَزْعُمُ صَاحِبُكُمْ فِي هَذَا أَنَّ فِي النَّارِ شَجَرَةً، وَالنَّارُ تَأْكَلُ الشَّجَرَ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ الزَّقُّومَ إِلا التَّمْرَ، وَالزَّبَدَ، فَتُرقَمُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ حِينَ عَجِبُوا أَنْ يَكُونَ فِي النَّارِ شَجَرٌ " إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ "، أَيْ عُذِّبَتْ بِالنَّارِ، وَمِنْهَا خُلِقَتْ، " طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ "، قَالَ: يُشَبِّهُهَا بِذَلِكَ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: " طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ "