- ١٣٤٩٣ حَدَّثَنَا أبو النضر، حَدَّثَنَا عَبْد الحميد، حَدَّثَنَا شهر، حَدَّثَنِي عَبْد الله بن عباس، قَالَ: بينما رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفناء بيته جالس، إذ مر عثمان بن مظعون، فكشر إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألا تجلس؟ فقال: بلى، قَالَ: فجلس رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستقبله، فبينما هُوَ يحدثه إِذَا شخص رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببصره إِلَى السَّمَاء، فنظر ساعة إِلَى السَّمَاء، فأخذ يضع بصره حتى وضعه عَلَى يمنته في الأَرْض، فتحرف رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جليسه عثمان إِلَى حيث وضع بصره، فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه مَا يقال لَهُ، وابن مظعون ينظر، فلما قَضَى حاجته واستفقه مَا يقال لَهُ شخص بصر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاء كما شخص أول مرة، فأتبعه بصره حتى توارى في السَّمَاء، فأقبل إِلَى عثمان بجلسته الأولى، فقال: يا مُحَمَّد، فيم كنت أجالسك؟ مَا رأيتك تفعل كفعلك الغداة ! قَالَ: وما رأيتني فعلت؟ قَالَ: رأيتك شخص بصرك إِلَى السَّمَاء، ثُمَّ وضعته حيث وضعته عَلَى يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئاً يقال لك، قَالَ: وفطنت لذلك؟ فقال عثمان: نعم، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أتاني رَسُول الله آنفاً وأنت جالس، قَالَ: رَسُول الله؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَمَا قَالَ لك؟ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "، قَالَ عثمان: فذلك حين استقر الإِيمَان في قلبي، وأحببت مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".