- ١٣٥٥٨ عَنْ ابن هاشم العبدي، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ:"ملك مَا بين المشرق والمغرب أربعة: مؤمنان، وكافران، أما الكافران: فالفرخان، وبختنصر، فأنشأ أبو هاشم يحدث، قَالَ: كَانَ رجل مِنَ اهْل الشام صالحاً، فقرأ هذه الآية: " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَاب} إِلَى قَوْلِهِ " عُلُوًّا كَبِيرًا}، قَالَ: يارب، أما الأولى فقد فاتتني فأرني الآخرة، فأتى وهو قاعد في مصلاه قد خفق برأسه، فقيل: الّذِي سألت عنه ببابل اسمه: بختنصر، فعرف الرجل انه قد استجيب لَهُ، فاحتمل جراباً مِنْ دنانير، فأقبل حتي انتهى إِلَى بابل فدخل عَلَى الفرخان، فقال: إني قد جئت لما فاقسمه بين المساكين فامر به فأنزل فجمعوهم لَهُ، ثُمَّ جعل يعطيهم ويسألهم عَنِ ايمائهم حتى إِذَا فرغ ممن بحضرته قِيلَ لَهُ: فانه قد بقيت منه بقايا في الرساتيق فجعل يبعث فتاة حتى إِذَا كَانَ الليل رجع إليه فاقرأه رَجُلاً رجلاً فأتى عَلَى ذكر بختنصر، فقال: قف، كيف قلت؟ قَالَ: بختنصر، قَالَ: وما بختنصر هَذَا؟ قَالَ: هُوَ أشدهم فاقة وهو مقعد يأتي عليه السفارون فيلقي احدهم إليه الكسرة ويأخذ بأنفه، قَالَ: فإني مسلم به لا بد، قَالَ الآخر، فإنما هُوَ في خيمة لَهُ يحدث حتي أذهب، فأقبلها وأغسله، قَالَ: دونك هذه الدنانير فأقبل إليه بالدنانير فأعطاه إياه، ثُمَّ رجع إِلَى صاحبه فجاء معه، فدخل الخيمة، فقال: مَا اسمك؟ قَالَ: بختنصر، قَالَ: مِنْ سماك بختنصر؟ قَالَ: مِنْ عسى يسميني إلا أمي ! قَالَ: فهل لك أحد؟ قَالَ: لا والله إني لههنا اخاف بالليل إِنَّ تأكلني الذئاب، قَالَ: فأي الناس أشد بلاء؟ قَالَ: أنا، قَالَ: أفرأيت إِنَّ ملكت يوماً مِنْ دهر أتجعل لي إِنَّ لا تعصيني؟ قَالَ: اي سيدي لا يضرك إِنَّ لا تهزأ بي، قَالَ: أرأيت إِنَّ ملكت مرة أتجعل لي إِنَّ لا تعصيني؟ قَالَ: اما هذه فلا اجعلها لك، ولكن سوف اكرمك كرامة