بالله فأبيت عليها، وقلت: لا والله مَا هُوَ دون نفسك، فابت علي فذكرت ذَلِكَ لزوجها، فقال: أعطيه نفسك وأغني عيالك فلما رأت ذَلِكَ سمحت بنفسها، فلما هممت بها، قالت: إني أخاف الله رب العالمين، فقلت لها: تخافين الله في الشدة ولم أخفه في الرخاء؟ فأعطيتها مَا استغنت هي وعيالها، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذَلِكَ لوجهك فافرج عنا هَذَا الحجر، فانصدع الحجر حتى رأوا الضوء وأيقنوا الفرج، ثُمَّ قَالَ الثالث: قد عملت حسنة مرة، كَانَ لي أبوان شيخان كبيران قد بلغهما الكبر، وكانت غنم فكنت أرعاها.... وأختلف فيما بين غنمي وبين أبوي أطعمهما وأشبعهما وأرجع إِلَى غنمي، فلما كَانَ ذات يَوْم أصابني غيث شديد فحبسني فلم أرجع إلا مؤخراً، فأتيت أهلي فلم أدخل منزلي حتى حلبت غنمي، ثُمَّ مضيت إِلَى أبوي أسقيهما فوجدتها قد ناما، فشق علي إِنَّ أوقظهما وشق علي إِنَّ أترك غنمي، فلم أبرح جالساً ومحلبي علي يدى حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما، اللهم إِنَّ كنت تعلم أني فعلت ذَلِكَ لوجهك فافرج عنا هَذَا الحجر، ففرج الله عنهم وخرجوا إِلَى أهليهم راجعين".