وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وشعبة بتخفيف الياء والباقون بالتشديد ﴿فأنزلنا به﴾ أي: بالبلد أو السحاب ﴿الماء فأخرجنا به﴾ أي: بذلك الماء لأن إنزال الماء كان سبباً لإخراج الثمرات ﴿من كل الثمرات﴾ أي: من كل أنواعها، قال الأزهري: قال الليث بن سعد رحمه الله تعالى: البلد هو كل موضع من الأرض عامر أو غير عامر خال أو مسكون والطائفة منها بلدة والجمع بلاد ﴿كذلك﴾ أي: مثل هذا الإخراج ﴿نخرج الموتى﴾ أحياء من قبورهم بعد فنائهم ودرس آثارهم ﴿لعلكم تذكرون﴾ أي: لكي تعتبروا وتتذكروا والخطاب لمنكري البعث يقول: إنكم شاهدتم الأشجار وهي مزهرة مورقة مثمرة في أيام الربيع والصيف ثم إنكم شاهدتموها يابسة عارية من تلك الأوراق والثمار ثم إن الله أحياها مرة أخرى فالقادر على إحيائها بعد موتها قادر على أن يحيي الأجساد بعد موتها. قال أبو هريرة وابن عباس رضي الله تعالى عنهم: إذا مات الناس كلهم في النفخة الأولى أرسل الله تعالى عليهم مطراً كمني الرجال من ماء تحت العرش فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم نفخ فيها الروح ثم يلقي عليهم نومة فينامون في قبورهم ثم يحشرون بالنفخة الثانية وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم فعند ذلك يقولون: ﴿يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا﴾ (يس، ٥٢)
وقرأ حفص وحمزة والكسائي بتخفيف الذال والباقون بالتشديد.
(١٥/٣٤٠)


الصفحة التالية
Icon