﴿قالوا﴾أي: قوم هود مجيبين له ﴿أجئتنا﴾ يا هود ﴿لنعبد الله وحده ونذر﴾ أي: نترك ﴿ما كان يعبد آباؤنا﴾ أي: من الأصنام استبعدوا اختصاص الله تعالى بالعبادة والإعراض عما أشرك به آباؤهم ومعنى المجيء في أجئتنا إما لأن هوداً كان معتزلاً عن قومه كما كان يفعل النبيّ ﷺ بحراء قبل البعثة فلما أوحي إليه جاء قومه يدعوهم أو يريدون به الاستهزاء لأنهم كانوا يعتقدون أنّ الله تعالى لا يرسل إلا الملائكة فكأنهم قالوا: أجئتنا من السماء كما يجيء الملك أو أن المقصود على المجاز كما تقول: ذهب يشتمني ولا يراد حقيقة الذهاب ﴿فأتنا بما تعدنا﴾ أي: من العذاب ﴿إن كنت من الصادقين﴾ أي: في قولك: إني رسول الله.
﴿قال﴾ هود مجيباً لهم ﴿قد وقع عليكم﴾ أي: نزل عليكم ﴿من ربكم رجس﴾ عقاب ﴿وغضب﴾ أي: سخط ﴿أتجادلونني في أسماء سميتموها﴾ أي: وضعتموها ﴿أنتم وآباؤكم﴾ أي: من عند أنفسكم، والاستفهام للإنكار عليهم لأنهم سموا الأصنام بالآلهة فعبدوها من دون الله ﴿ما نزل الله بها﴾ أي: بعبادتها ﴿من سلطان﴾ أي: حجة وبرهان لأنّ المستحق للعبادة بالذات هو الموجد للكل وإنها لو استحقت كان استحقاقها بجعله تعالى إمّا بإنزال آية أو نصب دليل ﴿فانتظروا﴾ أي: نزول العذاب بسبب تكذيبكم لي ﴿إني معكم من المنتظرين﴾ ذلك فأرسلت عليهم الريح العقيم.
(١٥/٣٥٢)


الصفحة التالية
Icon