فإن قيل: يلزم على هذا التكرار فإنّ هذا تقدّم في قوله تعالى: ﴿ليطهركم به﴾ وأجيب عنه: بأنّ المراد من قوله تعالى: ﴿ليطهركم به﴾ حصول الطهارة الشرعية ومن قوله تعالى ﴿ويذهب عنكم رجز الشيطان﴾ أن الرجز هو عين المنيّ، فإنه شيء مستخبث، وطابت أنفسهم كما قال تعالى: ﴿وليربط﴾أي: يحبس ﴿على قلوبكم﴾ باليقين والصبر ولبدت الأرض حتى ثبتت عليها الأقدام كما قال تعالى: ﴿ويثبت به الأقدام﴾ أي: أن تسوخ في الرمل، والضمير في «به» للماء ويجوز كما قال الزمخشريّ أن يكون للربط؛ لأنّ القلب إذا تمكن فيه الصبر والجراءة ثبتت الأقدام في مواطن القتال وقوله تعالى:
﴿إذ يوحي ربك﴾ متعلق بيثبت أو بدل من «إذ يعدكم» ﴿إلى الملائكة﴾ أي: الذين أمدّ بهم المسلمين وقوله تعالى: ﴿إني﴾ أي بأني﴿معكم﴾ أي: بالعون والنصرة مفعول يوحي ﴿فثبتوا الذين آمنوا﴾ أي: قوّوا قلوبهم بأن تقاتلوا المشركين معهم، وقيل: بالتبشير والإعانة، فكان الملك يمشي في صورة رجل أمام الصف ويقول: أبشروا فإنّ الله تعالى ناصركم عليهم فإنكم تعبدونه وهؤلاء لا يعبدونه، وقيل: بإلقاء الإلهام في قلوبهم كما أنّ للشيطان قوّة في إلقاء الوسوسة في قلب ابن آدم بالشر ويسمى ما يلقيه الشيطان وسوسة وما يلقيه الملك إلهاماً.
(١٦/٢٦)


الصفحة التالية
Icon