تنبيه: في نصب أثاثاً وجهان: أحدهما: أنه منصوب عطفاً على بيوتاً، أي: وجعل لكم من أصوافها أثاثاً. والثاني: أنه منصوب على الحال، واعلم أنّ الإنسان إمّا أن يكون مقيماً أو مسافراً والمسافر إمّا أن يكون غنياً يستصحب معه الخيام أولا فالقسم الأوّل أشار إليه بقوله تعالى: ﴿جعل لكم من بيوتكم سكناً﴾ وأشار إلى القسم الثاني بقوله تعالى: ﴿وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً﴾ وأشار إلى القسم الثالث بقوله تعالى: ﴿والله﴾ أي: الذي له الجلال والإكرام ﴿جعل لكم﴾ أي: من غير حاجة منه تعالى ﴿مما خلق﴾ من شجر وجبال وأبنية وغيرها. وقوله تعالى: ﴿ظلالاً﴾ جمع ظل تتقون به شدّة الحرّ. وقوله تعالى: ﴿وجعل لكم﴾ مع غناه المطلق ﴿من الجبال أكناناً﴾ جمع كنّ موضع تسكنون فيه من الكهوف والبيوت المنحوتة فيها ﴿وجعل لكم﴾ أي: امتناناً منه عليكم ﴿سرابيل﴾ جمع سربال. قال الزجاج: كل ما لبسته فهو سربال من قميص أو درع أو جوشن أو غيره، أي: وسواء كان من صوف أو كتان أو قطن أو غير ذلك ﴿تقيكم الحرّ﴾ ولم يقل تعالى والبرد لتقدّمه في قوله تعالى: ﴿فيها دفء﴾ (النحل، ٥)
(٤/١٠١)