. وقرأ هشام أن إبراهام وملة إبراهام بالألف بعد الهاء فيهما. وقرأ الباقون بالياء فيهما. الصفة الثانية: قوله تعالى: ﴿قانتاً لله﴾ أي: مطيعاً له قائماً بأوامره. الصفة الثالثة: قوله تعالى: ﴿حنيفاً﴾ أي: مائلاً عن الباطل، قال ابن عباس: إنه أوّل من اختتن، وأقام مناسك الحج، وضحى وهذه السنة الحنيفية. الصفة الرابعة: قوله تعالى: ﴿ولم يك من المشركين﴾ أي: أنه عليه الصلاة والسلام كان من الموحدين في الصغر والكبر، وقد أبطل عبادة الأصنام والكواكب بقوله: ﴿لا أحب الآفلين﴾ (الأنعام، ٧٦)
ثم كسر تلك الأصنام حتى آل الأمر إلى أنّ القوم ألقوه في النار وذلك دليل إثبات الصانع مع ملك زمانه، وهو قوله: ﴿ربي الذي يحيي ويميت﴾ (البقرة، ٢٥٨)
. ثم طلب من الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ليحصل له زيادة الطمأنينة. قال الرازي: ومن وقف على علم القرآن علم أنّ إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان غريقاً في بحر علم التوحيد. الصفة الخامسة: قوله تعالى:
﴿شاكراً لأنعمه﴾ فإن قيل: لفظ الأنعم جمع قلة ونعمة الله تعالى على إبراهيم عليه السلام كانت كثيرة فلم قال: ﴿شاكراً لأنعمه﴾؟ أجيب: بأنه ذكر القلة للتنبيه على أنه كان لا يخل بشكر القليلة فكيف بالكثيرة. وروي أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يتغدّى إلا مع ضيف فلم يجد ذات يوم ضيفاً فأخر غداءه فإذا هو بقوم من الملائكة في صورة البشر فدعاهم إلى الطعام فخيلوا له أنّ بهم جذاماً فقال لهم: الآن وجبت مؤاكلتكم شكراً لله على أنه عافاني وابتلاكم بهذا البلاء. الصفة السادسة: قوله تعالى: ﴿اجتباه﴾ أي: اصطفاه للنبوّة واختاره لخلقه. الصفة السابعة: قوله تعالى: ﴿وهداه إلى صراط مستقيم﴾ أي: وهداه إلى دين الإسلام لأنه الصراط المستقيم، والدين القويم، ونظيره قوله تعالى: ﴿وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه﴾ (الأنعام، ١٥٣)
. الصفة الثامنة: قوله تعالى:
(٤/١٣٧)