﴿وآتيناه في الدنيا حسنة﴾ قال قتادة: حببه للناس حتى أنّ أرباب الملل يتولونه ويثنون عليه، وأمّا المسلمون واليهود والنصارى فظاهر، وأمّا كفار قريش وسائر العرب فلا فخر لهم إلا به وتحقيق القول أنّ الله تعالى أجاب دعاءه في قوله: ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾ (الشعراء، ٨٤)
وقال آخرون: هو قول المصلي منا كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وقيل: أولاداً أبراراً على الكبر. الصفة التاسعة: قوله تعالى: ﴿وإنه في الآخرة لمن الصالحين﴾ في الجنة. فإن قيل: لم لم يقل تعالى في أعلى مقامات الصالحين؟ أجيب: بأنه تعالى حكى عنه أنه قال: ﴿رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين﴾ (الشعراء، ٨٣)
فقال تعالى هنا: ﴿وإنه في الآخرة لمن الصالحين﴾ تنبيهاً على أنه تعالى أجاب دعاءه ثم إنّ كونه من الصالحين لا ينفي أن يكون في أعلى مقامات الصالحين، فإنّ الله تعالى بيّن ذلك في آية أخرى، وهي قوله تعالى: ﴿وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء﴾ (الأنعام، ٨٣)
. ولما وصف الله تعالى إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات العالية الشريفة أمر نبيه محمداً ﷺ في أتباعه مشيراً إلى علو مرتبته بحرف التراخي بقوله تعالى:
(٤/١٣٨)


الصفحة التالية
Icon