﴿من كان يريد العاجلة﴾ أي: الدنيا مقصوراً عليها همه ﴿عجلنا له فيها﴾ أي: العاجلة بأن نفيض عليه من منافعها ﴿ما نشاء﴾ أي: من البسط والتقتير ﴿لمن نريد﴾ أي: أن نفعل به ذلك فقيد تعالى الأمر بقيدين أحدهما تقييد المعجل بإرادته ومشيئته. والثاني: تقييد المعجل له بإرادته وهكذا الحال ترى كثيراً من هؤلاء يتمنون ما يتمنون ولا يعطون إلا بعضاً منه وكثير منهم يتمنون ذلك البعض وقد حرموه فاجتمع عليهم فقر الدنيا وفقر الآخرة. تنبيه: لمن نريد بدل بعض من كل من الضمير في له بإعادة العامل تقديره لمن نريد تعجيله له ويقال إنّ الآية في المنافقين كانوا يراؤون المسلمين ويقرؤون معهم ولم يكن غرضهم إلا مساهمتهم في الغنائم ونحوها وهذا هو المناسب لقوله تعالى: ﴿ثم جعلنا له جهنم يصلاها﴾ أي: في الآخرة ﴿مذموماً﴾ أي: مفعولاً به الذم ﴿مدحوراً﴾ أي: مدفوعاً مطروداً مبعداً وإن ذكره البيضاوي بصيغة قيل. ثم ذكر تعالى القسم الثاني وشرط فيه ثلاثة شروط: الأوّل: قوله تعالى:
﴿ومن أراد الآخرة﴾ أي: أراد بعمله ثواب الآخرة فإنه إن لم ينو ذلك لم ينتفع بذلك العمل لقوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ (النجم، ٣٩)
(٤/١٨٩)