﴿ولا تقتلوا أولادكم﴾ فذكرهم بلفظ الولد الذي هو داعية إلى الحنو والعطف ﴿خشية إملاق﴾ أي: فقر متوقع لم يقع بعد ثم وصل بذلك استئنافاً بقوله تعالى: ﴿نحن نرزقهم وإياكم﴾ مقدّماً ضمير الأولاد لكون الإملاق مترقباً من الإنفاق عليهم ثم علل تعالى ذلك بما هو أعم منه فقال تعالى: ﴿إن قتلهم﴾ أي: مطلقاً لهذا أو لغيره ﴿كان خطأ﴾ أي: إثماً ﴿كبيراً﴾ أي: عظيماً وقرأ ابن كثير بفتح الطاء ومدّ بعدها مدّاً متصلاً، وقرأ ابن ذكوان بفتح الخاء والطاء ولا مدّ بعد الطاء والباقون بكسر الخاء وسكون الطاء. قال الرمانيّ: الخطء بكسر ثم سكون لا يكون إلا تعمداً إلى خلاف الصواب والخطأ أي: محركاً قد يكون من غير تعمد.
وإنما وجب بر الأولاد لأمور: أحدها أنهم في غاية الضعف ولا كافل لهم غير الوالدين وإنما وجب برّ الوالدين مكافأة لما صدر منهما من أنواع البر إلى الولد. الثاني أنّ امتناع الآباء من البرّ بالأولاد يقتضي خراب العالم.
(٤/٢١٠)


الصفحة التالية
Icon