﴿مستكبرين﴾ عن الإيمان، واختلف في عود الضمير في ﴿به﴾ فقال ابن عباس: بالبيت الحرام، وشهرة استكبارهم وافتخارهم أنهم قوّامه أغنت عن سبق ذكره، وذلك أنهم يقولون: نحن أهل حرم الله وجيران بيته، فلا يظهر علينا أحد ولا نخاف أحداً، فيأمنون فيه، وسائر الناس في الخوف، وقيل: بالقرآن، فلم يؤمنوا به، وقوله تعالى: ﴿سامراً﴾ نصب على الحال أي: جماعة يتحدثون بالليل حول البيت، وقوله تعالى: ﴿تهجرون﴾ قرأه نافع بضم التاء وكسر الجيم من الإهجار وهو الإفحاش أي: تفحشون وتقولون الخنا ذكر أنهم كانوا يسبون النبي ﷺ وأصحابه والباقون بفتح التاء وضم الجيم، أي: تعرضون عن النبي ﷺ وعن الإيمان وعن القرآن وترفضونها وتسمون القرآن سحراً وشعراً، ثم إنه تعالى لما وصف حالهم ردَّ عليهم بأنّ بين أنّ إقدامهم على هذه الأمور لا بد أنّ يكون لأحد أمور أربعة:
أحدها: أنّ لا يتأملوا في دليل نبوّته، وهو المراد من قوله تعالى:
(٦/٤٦)
﴿أفلم يدّبروا القول﴾ أي: القرآن الدال على صدق النبي ﷺ وأصل يدبروا يتدبروا أدغمت التاء في الدال.
ثانيها: أنّ يعتقدوا أنّ ما جاء به الرسول أمر على خلاف العادة وهو المراد من قوله تعالى: ﴿أم جاءهم﴾ في هذا القول ﴿ما لم يأت آباءهم الأولين﴾ الذين بعد إسماعيل وقبله.
ثالثها: أنّ لا يكونوا عالمين بأمانته وحسن حاله قبل ادعائه النبوّة، وهو المراد من قوله تعالى:
(٦/٤٧)


الصفحة التالية
Icon