﴿وقال الذين كفروا﴾ أي: مظهرو الوصف الذي حملهم على هذا القول، وهو ستر ما ظهر لهم ولغيرهم كالشمس والاجتهاد في إخفائه ﴿إن﴾ أي: ما ﴿هذا﴾ أي: القرآن ﴿إلا إفك﴾ أي: كذب مصروف عن وجهه ﴿افتراه﴾ اختلقه محمد ﷺ ﴿وأعانه عليه﴾ أي: القرآن ﴿قوم آخرون﴾ أي: من غير قومه، وهم اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعبارته، وقيل: عداس مولى حويطب بن عبد العزى ويسار مولى العلاء بن الحضرمي، وأبو فكيهة الرومي كانوا بمكة من أهل الكتاب فزعم المشركون أن محمداً يأخذ منهم فردّ الله تعالى عليهم بقوله تعالى: ﴿فقد جاؤوا﴾ أي: قائلوا هذه المقالة ﴿ظلماً﴾ وهو جعل الكلام المعجز إفكاً مختلقاً متلقفاً من اليهود، وجعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاماً عربياً أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب ﴿وزوراً﴾ أي: بهتوه بنسبة ما هو بريء منه إليه، وقرأ ابن كثير وابن ذكوان وعاصم بإظهار الدال، والباقون بالإدغام.
تنبيه: جاء وأتى يستعملان في معنى فعل فيعديان تعديته، وظلماً مفعول به، وقيل: إنه على إسقاط الخافض أي: جاؤوا بظلم.
الشبهة الثانية: قوله تعالى:
(٦/١٩٣)