ولما فرغ من ذكر قصة نوح عليه السلام شرع في قصة هود عليه السلام وهي القصة الرابعة فقال تعالى:
﴿كذبت عاد﴾ أي: تلك القبيلة التي مكن الله تعالى لها في الأرض بعد قوم نوح ﴿المرسلين﴾ بالأعراض عن معجزة هود عليه السلام، ثم سلى محمداً ﷺ بقوله تعالى:
(٧/٥٠)
﴿إذ﴾ أي: حين ﴿قال لهم أخوهم﴾ أي: في النسب لا في الدين ﴿هود﴾ بصيغة العرض تأدباً معهم وتلطفاً بهم ﴿ألا تتقون﴾ أي: يكون منكم تقوى لربكم الذي خلقكم فتعبدونه ولا تشركون به ما لا يضرّكم ولا ينفعكم، ثم علل ذلك بقوله:
﴿إني لكم رسول﴾ أي: فهو الذي حملني على أن أقول لكم ذلك ﴿أمين﴾ أي: لا أكتم عنكم شيئاً مما أمرت به ولا أخالف شيئاً منه.
﴿فاتقوا﴾ أي: فتسبب عن ذلك أن أقول لكم اتقوا ﴿الله﴾ أي: الذي هو أعظم من كل شيء ﴿وأطيعون﴾ أي: في كل ما آمركم به من طاعة الله وترك معاصيه ومخالفته ثم نفى عن نفسه التهمة في دعائه لهم بقوله:
﴿وما﴾ أي: والحال أني ما ﴿أسألكم عليه﴾ أي: دعائي لكم ﴿من أجر﴾ فتتهموني به وإنما أنا رسول داع ﴿إن﴾ أي: ما ﴿أجري﴾ أي: ثوابي ﴿إلا على رب العالمين﴾ فهو الذي يثيب العبد على عمله، ولما فرغ من دعائهم إلى الإيمان أتبعه إنكار بعض ما هم عليه لأنّ حالهم حال الناسي لذلك الطوفان الذي أهلك الحيوان وأهدم البنيان بقوله لهم:


الصفحة التالية
Icon