ولقائل أن يقول كانت الآيات إحدى عشرة آية: ثنتان منها العصا واليد، والتسع الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس والجدب في بواديهم والنقصان في مزارعهم، وقيل: في بمعنى من أي: من تسع آيات فتكون العصا واليد من التسع، ثم علل إرساله إليهم بالخوارق بقوله تعالى: ﴿إنهم كانوا قوماً فاسقين﴾ أي: خارجين عن طاعتنا.
﴿فلما جاءتهم آياتنا﴾ أي: على يد موسى عليه السلام ﴿مبصرة﴾ أي: بينة واضحة هادية إلى الطريق الأقوم ﴿قالوا هذا سحر﴾ أي: خيال لا حقيقة له ﴿مبين﴾ أي: واضح في أنه خيال.
(٧/٩٥)
أي: أنكروا كونها آيات موجبات لصدقه مع علمهم بإبطالهم لأنّ الجحود الإنكار مع العلم ﴿واستيقنتها أنفسهم﴾ أي: علموا أنها من عند الله تعالى وتخلل علمها صميم قلوبهم، فكانت ألسنتهم مخالفة لما في قلوبهم ولذلك أسند الاستيقان إلى النفس، ثم علل جحدهم ووصفهم لها بخلاف وصفها بقوله تعالى: ﴿ظلماً وعلواً﴾ أي: شركاء وتكبراً عن أن يؤمنوا بما جاء به موسى ﴿فانظر﴾ يا أشرف الخلق ﴿كيف كان عاقبة المفسدين﴾ وهو الإغراق في الدنيا بأيسر سعي وأيسر أمر، فلم يبق منهم عين تطرف ولم يرجع منهم مخبر على كثرتهم وعظمتهم وقوتهم، والإحراق في الآخرة بالنار المؤبدة. القصة الثانية قصة داود وسليمان عليهما السلام المذكورة في قوله تعالى.


الصفحة التالية
Icon