وروي عن فرقد السنحيّ قال مرّ سليمان على بلبل فوق شجرة يحرّك رأسه ويميل ذنبه فقال لأصحابه أتدرون ما يقول هذا البلبل؟ قالوا الله ونبيه أعلم قال يقول أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء: وهو بالفتح والمدّ التراب، وقال أبو عبيد: هو الدروس، وفي حديث صفوان: «إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفاً وشربت عليه فعلى الدنيا العفاء»، وروي أنّ جماعة من اليهود قالوا لابن عباس إنا سائلوك عن سبعة أشياء فإن أخبرتنا آمناً وصدّقنا، قال: اسألوا تفقهاً ولا تسألوا تعنتاً، قالوا: أخبرنا ما يقول القنبر في صفيره والديك في صعيقه والضفدع في نعيقه والحمار في نهيقه والفرس في صهيله وما يقول الزرزور والدرّاج، قال نعم أمّا القنبر فيقول: اللهمّ العن مبغضي محمد وآل محمد، وأمّا الديك فيقول: اذكروا الله يا غافلين، وأمّا الضفدع فيقول: سبحان المعبود في لجج البحار، وأمّا الحمار فيقول: اللهمّ العن العشار، وأمّا الفرس فيقول: إذا التقى الصفان سبوح قدّوس رب الملائكة والروح، وأما الزرزور فيقول: اللهمّ إني أسألك قوت يوم بيوم يا رزاق، وأمّا الدراج فيقول: الرحمن على العرش استوى قال: فأسلم اليهود وحسن إسلامهم.
ويروى عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جدّه عن الحسين بن عليّ قال: إذا صاح النسر قال: ابن آدم عش ما شئت آخره الموت، وإذا صاح العقاب قال: في البعد من الناس أنس، وإذا صاح القنبر قال: إلهي العن مبغضي آل محمد، وإذا صاح الخطاف قرأ: الحمد لله رب العالمين ويمدّ ولا الضالين كما يمدّ القارئ.
(٧/١٠٠)


الصفحة التالية
Icon