﴿فما كان جواب قومه﴾ أي: لهذا الكلام الحسن لما لم يكن لهم حجة ولا شبهة في دفعه ﴿إلا أن قالوا﴾ عدولاً إلى المغلابة وتمادياً في الخبث ﴿أخرجوا آل لوط﴾ أي: أهله وقولوا ﴿من قريتكم﴾ مناً عليه بإسكانه عندهم، وعللوا ذلك بقولهم ﴿إنهم أناس يتطهرون﴾ أي: يتنزهون عن القاذورات كلها فينكرون هذا العمل القذر ويغيظنا إنكارهم، وعن ابن عباس: هو استهزاء أي: قالوه تهكماً بهم، ولما وصولوا في الخبث إلى هذا الحدّ سبب سبحانه وتعالى عن قولهم وفعلهم قوله تعالى:
(٧/١٤٤)
﴿فأنجيناه وأهله﴾ أي: كلهم من أن يصلوا إليهم بأذى ويلحقهم من عذابنا ﴿إلا امرأته قدرناها﴾ أي: قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا ﴿من الغابرين﴾ أي: الباقين في العذاب، وقرأ شعبة بتخفيف الدال والباقون بالتشديد.
﴿وأمطرنا عليهم مطراً﴾ هو حجارة السجيل، أي: أهلكتهم ولذلك تسبب عنه قوله ﴿فساء﴾ أي: فبئس ﴿مطر المنذرين﴾ بالعذاب مطرهم.
ولما أتم سبحانه وتعالى هذه القصص الدالة على كمال قدرته وعظيم شأنه وما خص به رسله من الآيات والانتصار من البعداء أمر نبيه ﷺ أن يحمده على هلاك الأمم الخالية بقوله.
﴿قل﴾ يا أفضل الخلق.
﴿الحمد﴾ أي: الوصف بالإحاطة بصفات الكمال ﴿لله﴾ على إهلاك هؤلاء البعداء البغضاء، وأن يسلم على من اصطفاه بالعصمة من الفواحش والنجاة من الهلاك بقوله تعالى: ﴿وسلام على عباده الذين اصطفى﴾ أي: اصطفاهم، واختلف فيهم فقال مقاتل: هم الأنبياء والمرسلون بدليل قوله تعالى: ﴿وسلام على المرسلين﴾ (الصافات، ١٨١) وقال ابن عباس: في رواية أبي مالك هم أصحاب محمد ﷺ وقيل: هم كل المؤمنين من السابقين واللاحقين تنبيه: سلام مبتدأ وسوغ الابتداء به كونه دعاء.
(٧/١٤٥)


الصفحة التالية
Icon