ولما بين أنه تعالى أهلكهم ولم تغن عنهم آلهتهم من الله شيئاً قال تعالى: ﴿آلله﴾ أي: الذي له الجلال والإكرام ﴿خير﴾ أي: لعباده الذين اصطفاهم وأنجاهم ﴿أم ما يشركون﴾ أي: الكفار من الآلهة خير لعبادها فإنهم لا يغنون عنهم شيئاً تنبيه: لكل من القراء السبعة في هاتين الهمزتين وجهان: الأوّل: تحقيق همزة الاستفهام وإبدال همزة الوصل ألفاً مع المدّ، والثاني: تحقيق همزة الاستفهام أيضاً وتسهيل همزة الوصل مع القصر، وقرأ أبو عمرو وعاصم يشركون بالياء التحتية بالغيبة حملاً على ما قبله من قوله تعالى: ﴿وأمطرنا عليهم مطراً﴾ وما بعده من قوله تعالى: ﴿بل أكثرهم﴾ والباقون بالتاء الفوقية على الخطاب، وهو التفات للكفار، بعد خطاب نبيه ﷺ وهذا تبكيت للمشركين بحالهم لأنهم آثروا عبادة الأصنام على عبادة الله تعالى، ولا يؤثر عاقل شيئاً على شيء إلا لزيادة خير ومنفعة، فقيل لهم هذا الكلام تنبيهاً لهم على نهاية ضلالهم وجهلهم وتهكماً بهم وتسفيهاً لرأيهم إذ من المعلوم أنه لا خير فيما أشركوه رأساً حتى يوازنون بينه وبين من هو مبتدأ كل خير.
وروي أنّ رسول الله ﷺ كان إذا قرأها قال: «بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم»، ثم عدد سبحانه وتعالى أنواعاً من الخيرات والمنافع التي هي آثار رحمته وفضله، الأوّل منها قوله تعالى:
(٧/١٤٦)


الصفحة التالية
Icon