﴿ويوم نحشر﴾ أي: الناس على وجه الإكراه، قال أبو حيان الحشر الجمع على عنف ﴿من كل أمّة﴾ أي: قرن ﴿فوجاً﴾ أي: جماعة ﴿ممن يكذب بآياتنا﴾ أي: وهم رؤساؤهم المتبوعون ﴿فهم يوزعون﴾ أي: يجمعون يرد آخرهم إلى أوّلهم وأطرافهم على أوساطهم ليتلاحقوا ولا يشذ منهم أحد ولا يزالون كذلك.
﴿حتى إذا جاؤوا﴾ إلى مكان الحساب ﴿قال﴾ أي: الله تعالى لهم ﴿أكذبتم﴾ أي: أنبيائي ﴿بآياتي﴾ التي جاؤوا بها ﴿و﴾ الحال أنكم ﴿لم تحيطوا بها﴾ أي: من جهة تكذيبكم ﴿علماً﴾ أي: من غير فكر ولا نظر يؤدّي إلى الإحاطة بما في معانيها وما أظهرت لأجله حتى تعلموا ما تستحقه وما يليق بها بدليل الأمر به فيه، وأم في قوله تعالى: ﴿أم ماذا﴾ منقطعة وتقدّم حكمها، وماذا يجوز أن يكون برمته استفهاماً منصوباً بتعلمون الواقع خبراً عن كنتم، وأن تكون ما استفهامية مبتدأ وذا موصول خبره والصلة ﴿كنتم تعلمون﴾.
وعائده محذوف أي: أي شيء الذي كنتم تعملونه.
﴿ووقع القول﴾ أي: وجب العذاب الموعود ﴿عليهم بما ظلموا﴾ أي: بسبب ما وقع منهم من الظلم من صريح التكذيب وما ينشأ عنه من الضلال في الأقوال والأفعال ﴿فهم لا ينطقون﴾ قال قتادة: كيف ينطقون ولا حجة لهم نظير قوله تعالى: ﴿هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون﴾ (المرسلات: ٣٥، ٣٦)
وقيل: لا ينطقون لأن أفواههم مختومة، ثم إنه تعالى لما خوّفهم بأحوال القيامة ذكر كلاماً يصلح أن يكون دليلاً على التوحيد والحشر وعلى النبوّة مبالغة في الإرشاد إلى الإيمان والمنع من الكفر فقال.
(٧/١٦٤)


الصفحة التالية
Icon