﴿ونريد أن نمن﴾ عطف على قوله: ﴿إنّ فرعون علا في الأرض﴾ لأنها نظيرة تلك في وقوعها تفسيراً لنبأ موسى وفرعون وقصصاً له، ونريد حكاية حال ماضية أي: نعطي بقدرتنا وعلمنا ما يكون جديراً أن نمن به ﴿على الذين استضعفوا﴾ أي: حصل استضعافهم وأهانهم بهذا الفعل الشنيع ولم يراقب فيهم مولاهم ﴿في الأرض﴾ أي: أرض مصر فذلوا وأهينوا، ونريهم في أنفسهم وأعدائهم فوق ما يحبون وفوق ما يأملون ﴿ونجعلهم أئمة﴾ أي: مقدّمين في الدين والدنيا علماء يدعون إلى الجنة عكس ما يأتي من عاقبة آل فرعون، وقال مجاهد: دعاة إلى الخير، وقال قتادة: ولاة وملوكاً، لقوله تعالى: ﴿وجعلكم ملوكاً﴾ (المائدة: ٢٠)
وقيل: يقتدى بهم في الخير ﴿ونجعلهم﴾ أي: بعظمتنا وقدرتنا ﴿الوارثين﴾ أي: لملك مصر لا ينازعهم فيه أحد من القبط يخلفونهم في مساكنهم.
(٧/١٧٦)
﴿ونمكن﴾ أي: نوقع التمكين ﴿لهم في الأرض﴾ أي: كلها لا سيما أرض مصر والشام بإهلاك أعدائهم وتأبيد ملكهم وتأييدهم بكلمة الله، ثم بالأنبياء من بعده صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بحيث يسلطهم بسببهم على من سواهم بما يؤيدهم به من الملائكة ويظهر لهم من الخوارق ﴿ونري﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿فرعون﴾ أي: الذي كان هذا الاستضعاف منه ﴿وهامان﴾ وزيره ﴿وجنودهما﴾ أي: الذين كانا يتوصلان بهم إلى ما يريد أنه من الفساد فيقوى كل منهم بالآخر في الأرض فعلوا وطغوا، وقوله تعالى ﴿منهم﴾ أي: المستضعفين متعلق بنري أو بنريد لا بيحذرون، لأنّ ما بعد الموصول لا يعمل فيما قبله ﴿ما كانوا يحذرون﴾ أي: من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم.


الصفحة التالية
Icon