﴿ويوم القيامة هم﴾ أي: خاصة ومن شاكلهم ﴿من المقبوحين﴾ أي: المبعدين أيضاً المخزيين مع قبح الوجوه والأشكال والشناعة في الأقوال والأفعال والأحوال من القبح الذي هو ضد الحسن من قولهم: قبح الله العدو أبعده عن كل خير، وقال أبو عبيدة: من المهلكين، قال البقاعي: فيا ليت شعري أي: صراحة بعد هذا في أنّ فرعون عدوّ الله في الآخرة كما كان عدوّ الله في الدنيا فلعنة الله على من يقول إنه مات مؤمناً وأنه لا صراحة في القرآن بأنه من أهل النار وعلى من يشك في كفره بعدما ارتكبه من جلي أمره انتهى، وقد قدّمت الكلام في سورة يونس على قول فرعون وأنا من المسلمين.
ثم إنه تعالى أخبر عن أساس إمامة بني إسرائيل مقسماً عليه مع الافتتاح بحرف التوقع بقوله.
﴿ولقد آتينا﴾ أي: بما لنا من الجلال والكمال ﴿موسى الكتاب﴾ أي: التوراة الجامعة للهدى والخير في الدارين، قال أبو حيان: وهو أوّل كتاب نزلت فيه الفرائض والأحكام.
﴿من بعدما أهلكنا القرون الأولى﴾ أي: من قوم نوح إلى قوم فرعون وقوله تعالى ﴿بصائر للناس﴾ حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي: أنوار القلوب فيبصر بها الحقائق ويميز بين الحق والباطل كما أنّ البصر نور العين الذي تبصر به ﴿وهدى﴾ أي: للعامل بها إلى كل خير ﴿ورحمة﴾ أي: نعمة هنيئة شريفة لأنها قائدة إليهما، ولما ذكر حالها ذكر حالهم بعد إنزالها بقوله تعالى: ﴿لعلهم يتذكرون﴾ أي: ليكون حالهم حال من يرجى تذكره، ثم إنّ الله تعالى خاطب نبيه ﷺ بقوله تعالى:
(٧/٢٢٦)


الصفحة التالية
Icon