كرر ذكر الإحسان واكتفى في ذكر الإساءة بمرة واحدة فما السبب في ذلك؟.
أجيب: بأن هذا المقام مقام ترغيب في الدار الآخرة فكانت المبالغة في النهي عن المعصية مبالغة في الدعوة إلى الآخرة، وأما الآية الأخرى فهي شرح حالهم فكانت المبالغة في ذكر محاسنهم أولى، فإن قيل كيف أنه تعالى لا يجزي السيئة إلا بمثلها مع أن المتكلم بكلمة الكفر إذا مات في الحال عذب أبد الآبار؟ أجيب: بأنه كان على عزم أنه لو عاش أبداً لقال ذلك فعومل بمقتضى عزمه.
﴿إن الذي فرض﴾ أي: أنزل ﴿عليك القرآن﴾ قاله أكثر المفسرين، وقال عطاء: أوجب عليك العمل بالقرآن، وقال أبو عليّ: فرض عليك أحكامه وفرائضه ﴿لرادّك إلى معاد﴾ أي: معاد ليس لغيرك من البشر وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه وتنكير المعاد لذلك، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني إلى الموت، وقال الزهري وعكرمة: إلى يوم القيامة، وقيل إلى الجنة.
(٧/٢٧١)


الصفحة التالية
Icon