(٩/٢١٢)
﴿قل﴾ أي: لهؤلاء البعداء البغضاء ﴿نعم﴾ أي: تبعثون على كل تقدير قدرتموه ﴿وأنتم داخرون﴾ أي: مكرهون عليه صاغرون ذليلون وإنما اكتفى تعالى بهذا القدر من الجواب؛ لأنه ذكر في الآية المتقدمة البرهان القطعي على أنه أمر ممكن وإذا ثبت الجواز القطعي فلا سبيل إلى القطع بالوقوع إلا بإخبار المخبر الصادق، فلما قامت المعجزة على صدق محمد ﷺ كان واجب الصدق فكان مجرد قوله ﴿نعم﴾ دليلاً قاطعاً على الوقوع، وقرأ ﴿متنا﴾ بضم الميم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة، وكسرها الباقون.
وأما ﴿أءذا﴾ و﴿أئنا﴾ فقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول والخبر في الثاني وابن عامر بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما وسهل الهمزة الثانية في الاستفهام نافع وابن كثير وأبو عمرو وحقق الباقون، وأدخل في الاستفهام الفاء بين الهمزتين قالون وأبو عمرو وهشام، والباقون بغير إدخال، وقرأ قالون وابن عامر أو آباؤنا بسكون الواو على أنها أو العاطفة المقتضية للشك، والباقون بفتحها على أنها همزة الاستفهام دخلت على واو العطف، وقرأ الكسائي ﴿نعم﴾ بكسر العين وهو لغة فيه، وقوله تعالى:
(٩/٢١٣)


الصفحة التالية
Icon