﴿وأرسلناه﴾ أي: بعد ذلك كقبله إلى قومه بنينوى من أرض الموصل ﴿إلى مائة ألف أو يزيدون﴾ قال ابن عباس: إن أو بمعنى الواو، وقال مقاتل والكلبي: بمعنى بل، وقال الزجاج: على الأصل بالنسبة للمخاطبين، واختلفوا في مبلغ الزيادة فقال ابن عباس ومقاتل: كانوا عشرين ألفاً، ورواه أبي بن كعب عن رسول الله ﷺ وقال الحسن: بضعاً وثلاثين ألفاً، وقال سعيد بن جبير: تسعين ألفاً.
﴿فآمنوا﴾ أي: الذين أرسل إليهم عند معاينة العذاب الموعودين به ﴿فمتعناهم﴾ أي: أبقيناهم بما لهم ﴿إلى حين﴾ أي: إلى انقضاء آجالهم.
تنبيه: قال البيضاوي: ولعله إنما لم يختم قصته وقصة لوط عليهما السلام بما ختم به سائر القصص تفرقة بينهما وبين أرباب الشعائر الكثيرة وأولي العزم من الرسل واكتفاء بالسلام الشامل لكل الرسل المذكورين في آخر السورة وقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
﴿فاستفتهم﴾ أي: استخبر كفار مكة توبيخاً لهم ﴿ألربك البنات ولهم البنون﴾ قال الزمخشري: معطوف على مثله في أول السورة، قال أبو حيان: وإذا كانوا قد عدوا الفصل بجملة نحو: كل لحماً واضرب زيداً وخبزاً من أقبح التراكيب فكيف بجمل كثيرة وقصص متباينة؟ فأجيب عنه: بأن الفصل وإن كثر بين الجمل المتعاطفة مغتفر وأما المثال الذي ذكره فمن قبيل المفردات.
(٩/٢٦٢)


الصفحة التالية
Icon