﴿إلا عباد الله المخلصين﴾ أي: المؤمنين استثناء منقطع أي: لكن عباد الله المخلصين ينزهون الله تعالى عما يصف هؤلاء. الثالث: أنه ضمير محضرون أي: لكن عباد الله تعالى ناجون وعلى هذا فتكون جملة التسبيح معترضة وظاهر كلام أبي البقاء أنه يجوز أن يكون استثناء متصلاً؛ لأنه قال: مستثنى من جعلوا أو محضرون، ويجوز أن يكون منفصلاً، فظاهر هذه العبارة أن الوجهين الأولين هو فيهما متصل لا منفصل وليس ببعيد كأنه قيل: وجعل الناس، ثم استثنى منهم هؤلاء وكل من لم يجعل بين الله وبين الجنة نسباً فهو عند الله مخلص من الشرك، وقوله تعالى:
﴿فإنكم﴾ أي: يا أهل مكة ﴿وما تعبدون﴾ أي: من الأصنام عود إلى خطابهم؛ لأنه لما ذكر الدلائل الدالة على فساد مذاهب الكفار أتبعه بما ينبه به على أن هؤلاء الكفار لا يقدرون على إضلال أحد إلا إذا كان قد سبق حكم الله تعالى في حقه بالعذاب والوقوع في النار، كما قال تعالى:
﴿ما أنتم عليه﴾ أي: على معبودكم، وعليه متعلق بقوله: ﴿بفاتنين﴾ أي: بمضلين أحداً من الناس.
﴿إلا من هو صال الجحيم﴾ أي: إلا من سبق له في علم الله تعالى الشقاوة.
(٩/٢٦٧)
تنبيه: احتج أهل السنة بهذه الآية على أنه لا تأثير لإيحاء الشيطان ووسوسته وإنما المؤثر هو الله حيث قضاه وقدره، ثم إن جبريل عليه السلام أخبر النبي ﷺ بأن الملائكة ليسوا بمعبودين كما زعمت الكفار بقوله: