مكية إلا قوله تعالى: ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم﴾الآية فمدنية وهي خمس وسبعون آية وألف ومائة واثنتانوتسعون كلمة وأربعة آلاف وسبعمائة وثمانية أحرف
﴿بسم الله﴾ الذي له صفات الكمال ﴿الرحمن﴾ الذي أنعم على عباده بأنواع النعم ﴿الرحيم﴾ بأنواع المغفرة على المؤمنين من عباده.
(٩/٣٤١)
﴿تنزيل الكتاب﴾ أي: القرآن مبتدأ، وقوله تعالى: ﴿من الله﴾ أي: المتصف بجميع صفات الكمال خبره أي: تنزيل الكتاب كائن من الله تعالى، وقيل: تنزيل الكتاب خبر مبتدأ مضمر تقديره هذا تنزيل الكتاب من الله ﴿العزيز﴾ أي: الغالب في ملكه ﴿الحكيم﴾ أي: في صنعه ففي ذلك دلالة على أنه تعالى عالم بجميع المعلومات غني عن جميع الحاجات، فإن قيل: إن الله تعالى وصف القرآن بكونه تنزيلاً ومنزلاً وهذا الوصف لا يليق إلا بالمحدث المخلوق. أجيب: بأن ذلك محمول على الصيغ والحروف.
﴿إنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿أنزلنا عليك﴾ يا أشرف الخلق خاصة بواسطة جبريل الملك ﴿الكتاب﴾ أي: القرآن الجامع لكل خير وقوله تعالى: ﴿بالحق﴾ يجوز أن يتعلق بالإنزال أي: بسبب الحق وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من الفاعل أو المفعول وهو الكتاب أي: ملتبسين بالحق أو ملتبساً بالحق والصدق والصواب، والمعنى: أن كل ما فيه من إثبات التوحيد والنبوة والمعاد وأنواع التكاليف فهو حق يجب العمل به، وفي قوله تعالى: ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب﴾ تكرير تعظيم بسبب إبرازه في جملة أخرى مضافاً إنزاله إلى المعظم نفسه، فإن قيل: لفظ تنزيل يشعر بأنه تعالى أنزله نجماً نجماً على وفق المصالح على سبيل التدريج ولفظ الإنزال يشعر بأنه تعالى أنزله دفعة واحدة. أجيب: بأن طريق الجمع أن يقال: إنا حكمنا حكماً كلياً بأنا نوصل إليك هذا الكتاب وهذا هو الإنزال ثم أوصلناه إليك نجماً نجماً على وفق المصالح.


الصفحة التالية
Icon