﴿فاصبر﴾ أي: على أذاهم بسبب المجادلة وغيرها ﴿إن وعد الله﴾ أي: الجامع لصفات الكمال ﴿حق﴾ أي: بنصرتك في الدارين فلا بد من وقوعه ﴿فإما نرينك﴾ قال الزمخشري: أصله فإن نرك وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط ولذلك ألحقت النون بالفعل ألا تراك لا تقول: إن تكرمني أكرمك ولكن إما تكرمني أكرمك، قال أبو حيان: وما ذكره من تلازم النون وما الزائدة ليس مذهب سيبويه إنما هو مذهب المبرد والزجاج ونص سيبويه على التخيير ﴿بعض الذي نعدهم﴾ به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف أي: فذاك ﴿أو نتوفينك﴾ أي: قبل تعذيبهم ﴿فإلينا يرجعون﴾ أي: فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط.
(٩/٤٩٤)
﴿ولقد أرسلنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿رسلاً﴾ أي: بكثرة ﴿من قبلك﴾ إلى أممهم ليبلغوا عنا ما أمرناهم به ﴿منهم من قصصنا﴾ بما لنا من العظمة ﴿عليك﴾ أي: أخبارهم وأخبار أممهم ﴿ومنهم من لم نقصص عليك﴾ لا أخبارهم ولا أخبار أممهم ولا ذكرناهم لك بأسمائهم وإن كان لنا العلم التام والقدرة الكاملة، روي أن الله تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف من بني إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس ﴿وما﴾ أي: أرسلناهم والحال أنه ما ﴿كان لرسول﴾ أصلاً ﴿أن يأتي بآية﴾ أي: ملجئة أو غير ملجئة مما يطلب الرسول استعجالاً لاتباع قومه له أو اقتراحاً من قومه عليه ﴿إلا بإذن الله﴾ أي: بأمره وتمكينه فإن له الإحاطة بكل شيء فلا يخرج شيء عن أمره وهم عبيد مربوبون.
(٩/٤٩٦)